صوت ينادي باستمرار ” اغتنم الفرصة ” صنع من الوهم حلماً ،ومن السراب أنهاراً جارية عذبة ،ومن الإخفاقات أجنحة تحلق بها في سماء الطموحات ،ومن اللاشيء أهدافاً سامية ،هي رحلة مهنية جديدة سنتعلم من خلالها أحد أهم فنون الحياة.

يتكرر الصوت دائماً في مخيلتي وينطق حروفاً انحفرت في قلبي ” اغتنم الفرصة “واتجه إلى حلمك الكبير بكل ما تملك من قوة وإصرار ،هذا ما دفعني للسير إلى عالم ميجا ستور  والدخول في رحلة مهنية جديدة ،وأنا أسال نفسي بارتياب ، إلى أي درجة ستكون ممتعة ومثيرة ؟ كم من التحديات سأواجه؟ أين سألتقط أذرع رسالتي في الحياة و أنهض بها إلى النور، تتوهج وتتقد تألقا ونجاحاً ، نعم هي أفكار ممنهجة أرسمها في ذاكرتي لأكمل من خلالها لوحتي الفنية المحفورة في أعماقي ،وأقدمها سبيلاً ممكنا للنجاح والتميز لكل من أراد المسير في هذا الطريق .

في هذا المقال سأستعرض لكم الكثير من الجوانب الشيقة والممتعة التي تأتي مع كل فرصة مهنية جديدة نغتنمها بحدثنا وإيماننا الدائم بأن القادم أفضل ، نغتنم الفرص عبر إدراكنا ورصيدنا المعرفي الذي صنعناه  بأنفسنا  ،وكيف يمكن أن يؤثر  ذلك الرصيد بشكل إيجابي على حياتنا الاجتماعية والمهنية والعلمية ، تذكر دائماً أن الخطوة المهمة في سلم النجاح تبدأ من الفكرة الرئيسية التي يصنعها عقلك اللاواعي، لذلك أعمل جاهداً على صنع الأفكار الإيجابية التي تدفعك إلى أعلى مراحل التقدم والنمو .

“اغتنم الفرصة” كانت جملتي المعتادة في صنع المغامرات المهنية الجديدة والمثيرة واليوم سنعيش بكل مشاعرنا وأفكارنا في رحلة مهنية ممتعة ، اكتشفت من خلالها آفاق علمية بلا حدود و تحديات مثيرة، وابتكار وإبداع متجدد فكانت  فرصة ذهبية لتطوير المهارات بكل جوانبها ،وسنعيش معاً أجواء ممتعة من الإثارة والتميز.

اغتنم الفرصة

أهم فنون الحياة

للعلم إن أحد أهم فنون الحياة حسن الاقتناص ،أو ما يسمى باغتنام الفرص إنه الفن الذي يجيده الأذكياء والأقوياء ،من لا تشغلهم أحاديث الناس ،ولا تلفتهم لمزاتهم، ولا تنصرف أنظارهم إلا نحو ما هو لهم وما بين أيديهم، يبنون سلالم النجاح بأنفسهم ، بالنسبة لهم الإخفاق هو لبنة من لبنات بنائهم، وكل زلة قدم هي فرصة لثبات جديد، لا ينفكون في الغرق بجدية لا تغادر هممهم، وسمو لا يفارق طموحاتهم، أما النبل هو صراطهم المستقيم، فلا يتوقفون عن مكاشفة أنفسهم ومراجعة أخطائهم، وفي ذات الوقت هناك النقيض منهم، أولئك الناس الذين يجيدون التمني ،وغالباً ما يتسمون بالضعف والكسل وكثرة الشكوى والسخط

في الكثير من أحاديثنا اليومية نلقي بالنجاحات المثمرة  أو الإخفاقات المتكررة على كاهل الحظ ،فيرتاد على مسامعنا ، جملة ” إنه لذو حظ عظيم”  فيسرح باعتقادنا على الفور أن ما ناله وما هو فيه، ما هو إلا لأنه محظوظ بما لديه وبمن حوله ، ولكن في الحقيقة  الحظ  ما هو إلا مكافأة لهم على مثابرتهم  و اجتهادهم وحرصهم على صنع الفرص واقتناصها ، نعم قد تنجح المصادفة مرة أو مرتين ولكن درب النجاح يتطلب جهداً عالياً ومثابرة عظيمة وهمة قوية تحمل صاحبها إلى سماء التألق والتفوق.

وإذا تعمقنا في تفاصيلها أكثر فهي معادلة حياة، فبمقدار ما يبذل المرء من جهد يتناسب طرداً مع ما يناله من الفرص ،و يتحقق له من المراد والأحلام ، وتذكر أن الأمنيات بمفردها ، لن تثمر وأن رسم الأحلام والتوقعات في بوتقة الكسل والجمود ،دون جهد دؤوب  لن يفيدك ومحاولاتك العديدة لتعلم ، والارتطام بصخور التعثر  المؤلمة ،هي من أهم فرص النجاح ،ولا تنسى أن  مواجهة المصاعب والتحديات  بعزم وإرادة ،هو ما يساعدك في  تحقيق أحلامك .

عليك تجاوز كل شيء بالأمل والعمل ، تتحلى بالعزم والإرادة الجبارة لتستحق ما تحلم به وتكون على قدر كاف من المسؤولية ، وكن على علم أن  الدعاء وحده لا يطعم جائعاً، وإنما  النجاح الحقيقي يحتاج إلى الإيمان واليقين المطلق بأن الخير الذي تبغيه يكمن في عملك وتطويره ، وأن اجتهادك وتوسيع أفق الإدراك في مخيلتك جسرا تعبر فيه للضفة المقابلة ، ولا تنسى ملء صندوقك المعرفي برصيد كبير ومتقن.

خلال سنين عديدة انقضت من حياتي وأنا أتنقل من رحلة إلى أخرى ، أقبل على كل شعاع من النور ، كفراشة تهوى الضوء رغم علمها بأنها يمكن أن تحترق في لهيبه ، أسرق الحلم من براثن الزمن وأمضي قدما بحثا عن رسالتي الكبيرة التي كتبتها بنبض شغوف  وقلم يهوى الحروب ، تسارعت قدماي للسير بطرق علمية ومهنية مختلفة و متنوعة ، كل منها كان يهمس لي من بعيد ” اغتنم الفرصة ” أٌقبل إليها بكل جوارحي وألقي التحية على عطرها المتناثر في الأرجاء ،أغرق في تفاصيلها حتى النهاية .

رغم أنه كل رحلة منها لم تكن واضحة المعالم في البداية لكني كنت دائماً أستشعر ملامحها عن كثب، و أسدل ستار التعب على حروفها المبعثرة ، ورغم التحديات والمصاعب التي واجهتني وكل العثرات التي مزقت شراييني لم أستسلم ولم أنحني ، بل أنهض في كل مرة من تحت الرماد وانفض غبار التعب عن روحي، وأنا أدندن بأنغامي الخاصة على لحن الأمل والتفاؤل ،بأن القادم أجمل وأن كل ما مررت به هو خطوات مهمة على سلم النجاح ،ولابد لغيوم الحزن أن تتلاشى وتشرق شمساً منيرة ، ومهما حدث ومهما مضى من الوقت لم ينطفئ يوماً نور الإيمان والإصرار في قلبي المثقل وتابعت  المسير في حياتي قدماً ،

ماض مشتت وأفكار مبعثرة

عندما تبعثرت المفردات بين الحنايا وانكسر القلم معلناً الرحيل إلى الزمن البعيد ، إلى أعماق الحكمة والمعرفة الغافية تحت الركام، أغمضت عيناي وبحثت في دهاليز الأحلام المتشابكة ،لأجد شعاراً باللون الأصفر مكتوب عليه كلمة “ميجا ستار” وتنبثق من ألوانه المفعمة بالحياة والدفء والسعادة والطاقة الإيجابية، أملاً جديداً يعطي إحساساً بالود ويرفع الروح المعنوية، لدرجة أنني لم أستطع تجاهله .

سرحت في تفاصيله ودلالاته ، وأنا أتساءل من ياترى صنع تلك الحروف الغريبة ، وما هدفه منها ، ماذا تحمل بين السطور من أهداف وغايات ، وكأن حواراً خفياً ينبض في ملامحها ، يؤدي إلى عالم آخر من العلم والمعرفة الجديدة المنتظرة ، وأنا غارقة في التحليلات عاد الصوت ذاته  ليهمس  في اذني ويقول  ” اغتنم الفرصة ” امضي إلى الأمام، هناك الكثير بانتظارك ، أدركت حينها أنه من الممكن أن يصبح  اختياراً مميزاً لمن يريد زيادة التركيز وكسر الرتابة والشعور بالبهجة في الحياة.

أطلقت البيانات عبر الأثير الإلكتروني الواسع حاملة بين طياتها أحلاماً وأمنيات مجهولة وغير واضحة المعالم، تعبث بتفاصيل روحي تارة ، وتبث السكينة والاطمئنان تارة أخرى وأنا أتساءل من سيراها ، من سيكتشف ثقلها وأهميتها ، من سيدرك معانيها العميقة التي أخفيتها بحبر سري لا يستطيع فك رموزها إلا من لديه الرصيد المعرفي الواسع ، ويمتلك شيئاً من التطور النفسي الذي يسمح له الفرصة على رؤيتها بوضوح تام ، نعم إنها رؤية سريعة أطلقتها مخيلتي في برهة من الزمن، وأطبقت الأجفان على ذيولها معلنة الرحيل ، مع الكثير من التساؤلات والاستنتاجات التي خلقها ذلك اللون الجميل في نفسي وتلك الحروف السلسلة في فكري .

اغتنم الفرصة

لحظات انتظار بين اليأس والأمل

توالت الأيام بتفاصيلها المملة ،يكسوها روتين الأعمال الباهت ، حيث تتراقص عقارب الساعة كل يوم بأنغامها المزعجة على مسمعي وكأنها تقتطع شيئاً من تفاصيلي وتنهش أحلامي بأنيابها السامة ، وأنا أبحث كل يوم عن ملامح ذلك الشعار الأصفر الذي أنار عتمتي بضوء خافت من الفرح البعيد ، أقرأ ماتيسر عنه وأرقب كل موجة حروف  منه  مما يبثه لي الوقت ثم أخطه على مذكرتي الحزينة ، بعد أن فارقتها لسنين وغادرت أناملي ملمسها اللطيف ، حتى ذاكرتي انفصلت عن رائحتها الأخاذة ولم تعد تميزها من بين العطور الباريسية الفاخرة .

حاولت ترميم ما انكسر من خاطرها بعد فراقي الطويل لها ، وعبثت بمرح على خطوطها الجذابة كي تستذكر الوصال القديم بيننا ، وتعود لتنبض بالحب والشغف مع تفاصيل روحي المبعثرة ، وكيف لها أن تخذلني وبيننا قصة عشق عميقة لايدركها إلا الله ، وتشهد عليها القصص والروايات التي كتبناها بحبر من شذى الحب والأمل، تراقصت ألحاني مع سيمفونيتها المعتادة ولهونا مع  نغمات الحروف حتى الصباح .

في اليوم التالي أشرقت شمس نهاري بذلك الروتين  المعتاد ، ولكن هذه المرة لفتني شيئاً غريباً في مرآتي ، حيث عكست ملامحي برونق جديد ، وأنارت عتمة حزني ببريق فريد من نوعه ، وارتسمت صورتي على انعكاسها لتغدو لوحة فنية جذابة ، وكأن طائراً ملائكياً نزل من السماء فجأة وفرد أجنحته الجميلة أمام عيني ثم همس لي بلطف ومحبة ، بكلمات لم أفهمها جيدا ولكني استشعرت من خلالها بشيء جميل .

بعد أن حاولت فك رموز تلك الهمسات  أدركت أن هناك بشرى سارة ستزهر في تفاصيلي جمالاً جديداً ،و تقلب موازين اعتقاداتي و ستقفز بي إلى عالم جديد لا أعلم ما هو بالضبط لكنني أستطيع رسمه في مخيلتي ،كتلك اللوحة الفنية الجذابة التي ارتسمت في مرآتي ، لتضفي على مسيرة حياتي وسماً مميزاً وعلى أقل احتمال  وسماً مختلفاً عما اعتدت صنعه  .

لحظات قليلة وإذا بصوت رنين خافت يهتز على طاولتي ويحمل معه أرقاماً غريبة وغير مألوفة لدي ،ترددت قليلاً في النهوض لاكتشافها ولكن شيئاً ما كان يدفعني بقوة باتجاهها ، رفعت الهاتف  إلى مسمعي وأصغيت إليه بهدوء وسكينة غريبة ، وكأنني أعلم أنه يحمل شيئاً جديداً يبعث الفرح بين ضلوعي ، فإذا بصوت جهوري يخبرني أنه لدي مقابلة عمل مستعجلة ، من شركة اسمها ميجا ستور وأنهم وجدوا ما يطلبونه في حروفي المبعثرة التي أرسلتها إليهم عبر البريد الالكتروني.

في لحظة عابرة نور الشمعة الخافت الذي كان يتراقص بين جفوني تحول إلى نور شمس ساطعة نثر شعاعه في كل مكان حولي ، أذاب صقيع اليأس عن أوصالي ، واستفز نبضاتي بلحن موسيقي  أصيل تطرب له الأفئدة فخرجت كلمة نعم بسرعة البرق معلنة لحظة انطلاق البداية الجديدة.

نقطة فصل إما التقدم أو الهزيمة

بدأت الأسئلة تجتاح مخيلتي، وتطلق سهام الخوف والهزيمة في أرجائي ، سنين من التعب والجهد ، والكثير من المحاولات في خوض تجارب مختلفة باحثة عن قلمي ورسالتي الغالية على قلبي ، صراعات ثقافية واجتماعية وفكرية متعددة كانت تغرس خنجر اليأس في تفاصيلي رغم ذلك لم أستسلم يوماً،آلام الغربة والانفصال عن جذوري وأرضي كادت تقطع أوردتي ألماً وحزناً ولم أنكسر ، بل تابعت المسير ولملمت شتاتي وأنا أقبض على الجمر بهدوء واتزان ولم أسمح لأي خذلان أن يعبث بثقتي بنفسي.

أما الآن ستكون الانطلاقة الجديدة لأنفض الغبار الذي تراكم على أحلامي الكبيرة منذ  أن ودعتها على أرض بلادي،  نعم إنه شعور مؤلم أن تقع فريسة صراع بين عقلك الذي يؤكد دائما على قدراتك الكامنة في تحقيق نجاح مبهر، وقلبك الموجوع الذي يهمس في تفاصيلك عن تجاربك المؤلمة والهزائم التي غرست سيف  الغدر في موازينك السابقة،  كيف لك أن تختار بينهما.

هنا أعود لأذكرك  أن الناس الأقوياء والأذكياء إن سلكوا طريقًا وتعثروا لم يكابروا، بل يعودوا أدراجهم ويصححون ما يلزم، ثم يسلكون طريقًا آخر أكثر إشراقًا وفسحةً ،وإن همّوا بأمرٍ وبدا أنهم غير موفقين فيه يراجعون حساباتهم،ويقومون ما يمكن تقويمه لا يشغلهم القيل والقال،ولا الندب ولا النواح،ولا إلقاء اللوم على الآخرين،كل ما يهمّهم هو أن يٌعبّدوا الطرق التي يسلكونها ،لهم ولمن بعدهم،ولذا تجدهم أقل الناس حديثًا،وأحسنهم صمتًا،وأكثرهم عملًا وجهدًا، وهنا بدأت الحكاية.

اللقاء الأول ورسم ملامح الرحلة

كل شيء في المدينة يتحرك بسرعة وكأن ساعة القيامة قد حانت،  ازدحام شديد وضجيج يملأ المكان ووجوه مكفهرة تحمل أعباء الحياة في ملامحها، ماعدا نبضاتي التي تتراقص على نغمات صوت فيروزي رنان يتمتم  في الخفاء لمدة نصف ساعة من الزمن وأنا في طريقي إلى اللقاء الموعود ،بكلمات مليئة بالأمل والحبور ، تتنافس من خلالها أوردتي على قرع طبول الفرح وتتمايل روحي بين نغماتها وكأنها تستعيد قوتها من جديد ، و تستجمع تفاصيلها الناعمة عن كثب .

وصلت إلى البناء الكبير المزخرف بذلك اللون الأصفر الجميل وتلك الحروف المفعمة بالأمل “mega store  “أجل إنها هي نفسها التي رسمت بها لوحاتي الفنية، تلك  الحروف التي  تنبض بالحياة ، استضافتني بين تفاصيلها وهي تلقي علي التحية باحترام وتقدير كبير ، فانسابت خطواتي بيسر وسهولة لتقودني إلى وجهتي المرجوة وأجد نفسي  في دهاليزها الجميلة .

دخلت إلى عالم جديد من الهدوء والسكينة المطرز بألوان جذابة تتقن الانغماس في مشاعرك بكل رقة، بدءاً من الأبيض الذي يضفي على المكان الهدوء والسكينة والأمان ويدل على الذوق الرفيع للمكان ومن فيه ، مروراً بالبساطة والانسيابية بالديكور والتوزيع للمكاتب والأقسام ،انتهاء بالإطلالة الساحرة للنوافذ التي تشرح لك كم هو مكان مهم ويلهمك إلى مدى عمق العمل والاستراتيجية التي أنت متجه إليه .

بعد التحية والسلام على كل شيء في عالمي الجديد ، أقبل إلي من بعيد شاب أنيق مليئ بالحيوية ، وسيدة جميلة ،هادئة واثقة من خطواتها ، واستدعوني إلى اللقاء الموعود ، أدركت حينها أنهما سيكونا المنارة الأولى التي ترشدني إلى الطريق الصحيح،  جلسنا في قاعة الاجتماعات نتبادل أطراف الحديث،  لم تكن مقابلة عمل مربكة أو مثيرة للخوف والتوتر،

بالعكس وجدت بهما ضالتي واستشعرت أنهما رسول من دعواتي ،جاء ليخبرني أن سنين التعب والاجتهاد التي قضيتها  في مسيرة العلم والعمل والمعرفة ،لن تضيع سدىً وأن كل هزيمة مررت بها كانت درجة مهمة على سلم النجاح وأن أحلامي الغافية، حان  لها أن تستيقظ وتجد لنفسها مكاناً في هذا العالم الواسع، نعم لاشيء مستحيل أريدكم أن تدركوا وتفهموا أن المستحيل وجهة نظر فقط ،وطالما نحن على قيد الحياة نستطيع أن نصنع المعجزات.

دخلنا في نقاشات مثمرة  ومتنوعة ، رسمنا من خلالها خططاً ونهجاً نحذو من خلاله إلى تحقيق ما نريد وكيفما نريد ، نعم ياسادة إنهم كنوز معرفية لا أستطيع وصفها بدقة ،لأنها تحتاج إلى الكثير من المفردات المعقدة لكي توضح حجم الجواهر الثمينة التي يحملونها في فكرهم و روحهم وأخلاقهم ، وبعد برهة قصيرة من الزمن أوحت إلي  أحاديثهم أن كل مافكرت به واستشعرته بمخيلتي ،كان واقعاً صنعته بإيماني الكبير بنفسي، وبعملي المستمر على التطور والتقدم نحو الأفضل .

على الرغم من أنه كانت الوجهة ضبابية وغير واضحة ،لكنها على الأقل تملك مقومات النمو والتطور، تسمح لك بأن تصبح النسخة الأفضل من نفسك في كل يوم جديد وفي كل رحلة جديدة، إياك واليأس مهما كانت الصعوبات والتحديات ،لاتسمح لسهام الخذلان أن تقتل الشغف والطموح في فؤادك، دع نفسك تحلق في فضاءات الأحلام الكبيرة، واصنع من العثرات مركبا فضائياً يطير بك إلى أعلى مراتب التألق والنجاح.

تحديات جديدة وتغيير للسياسات القديمة

لاشيء يأتي بالمجان ، كما ذكرنا سابقاً الحياة معادلة تستوجب تحقيق التوازن بين ما تعطي وما تحصل عليه ،فكل عمل جديد ،يحمل تحديات مختلفة يمكن أن تكون مرهقة في بعض الأحيان،لكن عليك أن تعلم أن تلك التحديات هي بمثابة لهيب حار يصهرك في بوتقته لكي يعيد تشكيلك من جديد، فهو بمثابة الجمر الذي يصقل معدنك الذهبي ويٌظهر بريق قدراتك ومهاراتك الكامنة، هي كلمات بسيطة أطلقها مفكر عظيم لشحذ همم الفريق الجديد، فكان يرتب حروفه باستمرار ويقدم مواهبه على مائدة العلم والمعرفة لساعات طويلة، من ورشات عمل متتالية.

يطلق التنبيهات والتحذيرات بوجه بشوش ،وكأنه يرسم لنا طريق التحديات الشائك بأكاليل من الورد العطر، يخبرنا بسلاسة أن طريق النجاح مهما كان وعراً فهو ممتعاً وشيقاً بما يملكه من نور ونار، فيجعلك تبقى تتراقص على حدود اللهفة ،بحيث لاتغرق بالموجود ولا تموت بانتظار الموعود، وهنا تكمن جماليته.

اغتنم الفرصة

أن تكون موظفاً عادياً هذا بسيط ولكن أن تكون صانعاً للمستقبل ومنتجاً فعالاً في العالم المعاصر،وليس أي صانع ، أنت مهندساً محترفاً تعمل على بناء ثقافة مجتمع بأكمله وتسهم في  توجيهه نحو التقدم والنمو لتضاهي بفكرك مواقع فكرية عالمية، نعم هنا بداية التحدي الحقيقي الذي يستحق أن تبذل كل ماتملك من جهد وعلم ومعرفة وتركيز ، تخيل نفسك وأنت تدخل في عقول المجتمع وتقرأ ملامح فكرهم وتستنبط رغباتهم من خيوط شبكة عالمية ،باتت محور الحياة في عالمنا المعاصر ، أنت تقف أمام جمهور كبير يغطي مساحة واسعة من العالم العربي أو حتى العالمي مستقبلاً ، وترسم لهم خطوطاً دقيقة يسيرون عليها وفقاً لمنهج الرغبة والفضول، وكيف أحصل على ما أريد ومتى ومن أين .

كيف لي أن أصف كل ذلك العالم الجميل الذي دخلت عليه ، كما وصفتها سابقاً لوحة فنية جذابة لاتمل من مشاهدتها ،ولا تنفك تنغمس في تفاصيلها حباً وشغفاً لاينطفئ ، ولكن كل ذلك يستوجب منك خطوات مهمة وتغيير لسياساتك القديمة لتكون على قدر التحدي الجديد ،يتوجب عليك أن تبني الثقافة الخاصة بك ، والتي تتوافق مع المرحلة الراهنة ، أن تدرك أنك جزء مهم من موسوعة علمية وفكرية كبيرة، يشارك بها العديد من المستويات الاجتماعية  والثقافية المتنوعة ، تستقبل كل ماهو غير مألوف ،وتعيد تشكيله من جديد  ليصبح نهجاً خاصاً بك ، ويساعدك في أن تتميز  عن غيرك .

عليك أن تتكيف مع التوجهات الصارمة لتصبح  المنارة التي ترشدك إلى الصواب ، نعم كل ذلك جزء صغير من الكم الهائل للمواضيع التي انغمسنا فيها في أول يوم لنا بالعمل ،غرقنا في تفاصيل المعرفة التي أحاطنا بها ذلك المفكر الفذ وهو مسترسلاً بالشرح والتوضيح ، آملاً منا أن نستقبل ذلك العلم باحترافية عالية نبني من خلاله، أعمدة المشروع الكبير الذي رسم تفاصيل الشركة وتوجهاتها ،كل تلك التفاصيل تجعلك تبصر كم هي الرحلة المهنية الجديدة ممتعة و شيقة وتستحق اجتهاداً ومثابرة كبيرة  لتكون مثمرة وبناءة .

وفي الطرف الآخر كانت هناك وجوه شابة جميلة وبريئة تتمايل في ملامحها شعارات العالم المعاصر، من نمو سريع ومواكبة للتغيرات المستمرة وحتى لمحت في نظراتهم الرغبة  بالانسلاخ عن العالم التقليدي القديم الذي غرس الأجيال السابقة في مستنقع الممنوع والعادات والتقاليد البالية ، نعم انهم أبناء الجيل الجديد الواعد ، من يتوقون إلى المعرفة و يتسارعون إلى الخروج من بوتقة الماضي والصراعات العربية التي قتلت أحلامنا في ترهاتهم وجهلها.

يجلسون على طاولة الحوارات العلمية البناءة و يرسمون لأنفسهم خطط النجاح والتقدم، بكل ثقة وجرأة متجاوزين القيل والقال والأفواه الغبية التي تهمس بأن المرأة لادور لها في المجتمع سوى البيت والأسرة فقط، شابات في مقتبل العمر أعلنّ الحرب على كل من يراهن بأن المرأة العربية لا تستطيع النجاح في عالم الأعمال،  شابات موعودات قدمن آرائهن بكل حب ومتعة مجابهة مفكر عظيم وموهبة مليئة بالخبرات والتجارب القيمة ليستنبطوا منه كل ما يستطيعون من العلم والمعرفة.

هنا عليك أن تثبت جذور  ثقافتك الخاصة ،في تلك الأجواء العلمية والثقافية المتنوعة  هنا عليك أن تنثر شذى رحلتك العلمية والمهنية، ليتعطر منها كل فكر جميل وتعبق في زوايا المكان حتى تصل إلى أقصى مساحة اجتماعية ممكنة وتكون سبباً في التقدم والازدهار بدل أن تكون وسيلة للفشل والانحطاط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *